الأربعاء، 13 سبتمبر 2017

ابن تيمية وعقيدة التجسيم.. إثبات الجسمية للخالق 2

-إثبات الجسمية للخالق "تعالى عن ذلك علو كبيرا"

ماهو الجسم؟
الجسم حقيقة بسيطة واضحة بل بدهية وهي كون الشيء ذا كتلة أو بتعبير أدق ممتد في الأبعاد وبتعبير مرادف مجتمع بعضه على بعض وليس لغزا ولا لفظا مجمل ولم يقل لغوي ولاعاقل أنه مجمل فا"المجمل في أصول الفقه واللغة كلفظ "القُرء" له عدة معاني مختلفة تماما وضعته العرب عليها لذا لايفهم لوحده إلا بقرينة لتحديد المعنى المقصود"

يقول ابن فارس في معجم مقاييس اللغة:
"جسم: الجيم والسين والميم ، يدل على تجمع الشيء ..
جسد: الجيم والسين والدال ، يدل على تجمع الشيء أيضا واشتداده"
"1/457"
ويقول الراغب في مفرداته:
"الجسم: ماله طول وعرض وارتفاع"

وكما نرى أن الجسم حقيقته لغة هو مطلق التجمع والامتداد الناتج عن التركب
وعلى هذه الحقيقة اللغوية بنيت اصطلاحات العلوم عند المتكلمين وغيرهم:
فلم يخالف عاقل في حقيقة الجسم أي "كونه المركب أو الممتد في الأبعاد"
أما من ماذا يتكون فهذا مبحث اخر زائد فبعد ثبوت معنى الجسم اختلف في تكونه فلسفيا هل هو من هيولى وصورة أو من جواهر فردة وكم عددها..الخ
وهذا مبحث فرعي لاعلاقة له بالجسم أو عدمه كما أن لون السيارة ومادة صنعها هل هي حديد أم ألمنيوم لاعلاقة له بمعنى السيارة لانفيا ولا إثباتا!
وهنا مغالطة للتشويش يستغلها المجسمة:
ومنها ما يفعله ابن تيمية بقوله أنهم اختلفوا في معنى الجسم بناء على اختلافهم في هذا المبحث وهذه مغالطة منطقية تسمى "رجل القش" وهي من مفضلاته.
وكذلك مايفعله من إضافة بحث طويل عن هل الجسم المقصود به "ماكان مفترقا ثم اجتمع ويقبل الإفتراق أو مالم يكن كذلك" فلاعلاقة له" 
فهي نفس المغالطة باستخدام رجل القش وهذا النقاش يكون بين مجسم ومجسم أي بين اثنين أثبتا الحقيقة العقلية واللغوية التي شرحناها للجسم ثم يتناقشون في مادة تكوين ربهم وهيئته وهل يقبل الافتراق أم لا!
أما حشره في نقاش عن مطلق الجسم بين ناف للجسمية ومجسم  فهو كما قالنا مغالطة شنيعة لاينبغي أن يُستغفل بها عاقل.

نبدأ بإثبات الجسم:
بعد أن أوضحنا معنى الجسم وتبين وضوحه وأنه "تجمع الشيء" وكونه متحيزا ذا كتلة وحجم وممتد في الأبعاد
نجد ابن تيمية يثبت ذلك لله من أول كتبه إلى آخرها ويعتبرها أصولا.

فمثلا :
نزلت سورة الصمد لتنزيه الله عن الجسمية حين سأل اليهود الذين تشربوا التجسيم النبي صلى الله عليه وسلم من أي شيء ربك أمن حجر..الخ
فنزلت "قل هو الله أحد"
ولم يختلف لغوي ولامفسر سابقا ولاحقا في تفسيرها بمقتضى اللغة والشرع ودلالتها على واحدية الله وعدم تركبه وأنه ليس جسما مركبا..
فقد رأينا في التدوينة السابقة باسم (ابن تيمية فيلسوف المادية..الأصول المعرفية للتجسيم) تفسير ابن تيمية لاسم الله الواحد حين رد تفاسير المفسرين واللغوين الذين نصوا على أنه دلالة على واحديته النافية لكونه ذا حجم ومقدار ومركب فرد ذلك كله وسأنقل كلامي السابق هنا للمناسبة (

‏فسر المفسرون دلالة اسم الواحد بأنه نفي للمقدار"الحجم" والانقسام وغيرها من لوازم الجسم عن الله وبأنه موجود ذا حقيقة مغايرة للوجود المخلوق المادي
‏ومن هذا قول الإمام القرطبي:
‏"الواحد هو الذي لايتجزأ ولايتثنى ..والله واحد بمعنى أنه يستحيل "تقدير الانقسام في ذات" "
الأسنى/3/133
‏وهذا تفسير المفسرين لاسم الواحد والأحد والصمد
‏من كونها دلالة على نفي المقدار ونفي الامتداد عن الله وهذا معنى "نفي تقدير الإنقسام" لأن كل متجسد يمكن تقدير او تخيل انقسامه الى كميات وزنية وطولية..

‏أما ابن تيمية الذي يثبت ذلك كله لله بناء على أصله المعرفي فهاجمهم فيقول:
‏"أما مافسر به هؤلاء اسم الواحد من التفاسير .. باطل بلاريب شرعا وعقلا ولغة:

‏أما في اللغة.. فالقرآن ونحوه من كلام العرب متطابق كما هو معلوم بالاضطرار في لغة العرب وسائر اللغات أنهم يصفون كثيرا من المخلوقات بالواحد ويكون ذلك جسما..
‏وإذا كان أهل اللغة متفقين على تسمية الجسم الواحد واحدا امتنع أن يكون في اللغة معنى الواحد الذي لاينقسم إذا أريد بذلك أنه ليس بجسم... بل لايوجد في اللغة اسم واحد إالا على ذي صفة ومقدار"
‏في هذا النص أوجه مهمة
‏أهمها مهاجمة من نفى الحجم "المقدار عن الله" واعتباره أن اسم الواحد لله دليل على ان الله له مقدار "حجم"
‏أما الثاني فهو اسلوب ابن تيمية في التلبيس والتزييف
‏أولا يهول ويرتكب مغالطة التشنيع حين يقول "في لغة العرب وسائر اللغات" فهل هو يعرف سائر اللغات حتى يسوق هذا التشنيع الذي يبتهج به من تم استغفاله!
‏الثاني زيف حجته نفسها في معرفته بلغة العرب وكونهم لايطلقون الواحد إلا على ذي مقدار وحجم!!
‏ولن نذهب بعيدا لقواميس اللغة لنرى هل حجته حقيقية أم زائفة بل يكفينا نفس القرآن
‏ففيه
‏"فيميلون عليكم ميلة واحدة" و "قل إنما أعظكم بواحدة" و "لاتدعوا اليوم ثبورا واحدا"
‏...الخ من اطلاق وصف الواحد على ماليس جسما ذا مقدار 
‏وامثال هذه التزييفات هي مايتم التلبيس بها على اتباعه الذين لايكلفون أنفسهم البحث خلفه لأنه المعصوم والمعيار..

‏يكمل ابن تيمية مهاجمة من نفى الحد والمقدار عن الله تأكيدا بقوله
‏"وأما الشرع فمن المعلوم بالاضطرار أن اسم الواحد في كلام الله لم يقصد به سلب الصفات ((وسلب ادراكه بالحواس ولانفي الحد والقدرونحو ذلك من المعاني"
‏بيان التلبيس/1/484

‏ويكمل ابن تيمية معترضا على الرازي:
‏"قال-أي الرازي- الجسم أقله أن يكون مركبا من جوهرين وذلك ينافي الوحدة. وقوله "أحد" مبالغة في الوحدانية. فكان قوله أحد منافيا للجسمية.

‏يقال له: هذا يقتضي أن شيئا ممايقال له جسم لايوصف الوحدة.. ومعلوم أن هذا خلاف مافي الكتاب والسنة وخلاف لغة العرب 
‏قال تعالى
‏"خلقكم من نفس واحدة"
‏... واذا كانت حواء خلقت من جسد آدم وآدم جسم من الأجسام وقد سماها الله نفسا واحدة علم أن الجسم قد يوصف بالوحدة"
‏تلبيس الجهمية/448

‏وقد عرفنا في الاقتباس الماضي تلبيسه في الاحتجاج باللغة وهنا تلبيسين جدد يوضحان بعض مسالكه التي يكثر منها
‏اولا اللعب بالمصطلحات:
‏فاللغويون والمتكلمون والمفسرون نصوا على أن للواحد معاني منها الواحد الحقيقي الذي لايقبل الانقسام مطلقا
‏ومنها الواحد الإضافي الذي لايقبل الانقسام من وجه فقط
‏فمثلا الماء واحد من حيث أنه لايقبل الانقسام من جهة حقيقته المائية ولكنه متعدد ان قسمناه من جهة الكم في قوارير مثلا
‏والحيوان واحد اضافي من جهة الماهية الحيوانية ولكنه متعدد من جهة النوعية كالانسان والخيل..
‏وهذا كله راجع للغة والعقل ومبسوط في التفاسير والكتب ولم يخالف فيه سوى ابن تيمية لغويا "كما رأينا في ادعاءه الذي خالف حتى لغة القرآن" وعقليا من حيث منهجه الحسي
‏لذا قوله "السلف والعلماء والمتكلمون..الخ" تشنيع مطابق لما حللناه اعلاه حين شنع "بمخالفة التفسير لكل اللغات!!"
‏ولو تتبعته لم تجد لاسلفا ولاخلفا كما تتبعنا كلامه عن سائر اللغات فوجدناه مخالف للعربية نفسها فضلا عن الباقي!
‏وهذا نفس منهج اتباعه اليوم حين يقول لك أحدهم هذا ماقاله ابن تيمية وابن القيم وغيرهم.
‏محاولين تصوير الكثرة ولو سألتهم من غيرهم؟ لما وجدت احدا لكونه منهج شاذ يفتقر قائم على بضع افراد 
‏)

فنجد هنا ابن تيمية يضرب عرض الحائط كل قوانين الأصول واللغة (وقد وضحنا هدمه لمعايير اللغة والأصول في تدوينة ابن تيمية ونقض اللغة) ويرد ما عليه مفسرو أهل السنة بل والفرق الأخرى من المسلمين ليجعل الواحد الذي هو دلالة على وحدانية الله وتنزهه عن الجسمية دليلا على جسمية الله وكونه ذا حجم ممتد في الابعاد _تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا_

فهو يرى أن كون الله جسما ذا حد وحجم ضروري فهذه من أصوله التي يثبتها لكونها من لوازم الجسمية
ولكن لشدادة مغالطته لايجد حرجا في قول أن عقيدته -التي تخالف أهل السنة والجماعة والشيعة والمعتزلة بل التصور الاسلامي الدقيق والسليم للخالق والذي عليه المسلمون والمفسرون والسلف والخلف- يجعلها ضرورة شرعية معلومة لم يكتشفها غيره وغفلو عنها وهذه من مغالطاته المفضلة حيث يستشهد بجماعات في خياله حتى لو نص نفسه على انه المكتشف بل يصل إلى الاستشهاد بكل لغات العالم كما قال (الواحد في كل اللغات لايدل على ماليس ذا جسمية وحجم) ونجد انه في ذات القرآن دل الواحد على ذلك!
وقد ختم مبحثه هذا بقياس (الشاهد على الغائب)
فيقول:
" إذا كان ما ذكروه من المعاني التي يجعلونها كثرة وتركيبا هي ثابتة لكل موجود وذلك لايمنع أن يكون المخلوق واحدا فكيف يمنع أن يكون الاله الذي ليس كمثله شيء واحدا"
تلبيس الجهمية 2/70
فهنا عدة وقفات
الأولى ماشرحناها من كونه يجعل الموجود مساوي للجسم فلا موجودا إلا الجسم
لذا جعل مانفاه المفسرون من "لوازم الجسم كالتركيب الذي  هو امتداد في الابعاد" ملازما لكل موجود
ثم ببساطة قال ردا عليهم مادمنا نقول للجسم البشري واحدا رغم انه ممتد ومركب ومتحيز فهذا يعني انه يقال لله واحد رغم انه كذلك.

-ننتقل الآن إلى تحديده لنوعية الجسم الذي أثبته:-

في غرابة استدلالية لا تقل عن ماسبق استدل ابن تيمية بقول الله "الله الصمد" على أنه جسم مصمت غير مجوف ضاربا بأصول التفسير والمفسرين واللغة عرضا الحائط -تعالى الله عن ذلك-
يقول ابن منظور في اللسان :
من معاني الصمد 
 "قيل:الصمد هو المصمت الذي لاجوف له وهذا المعنى لايجوز على الله" 
(3/259)

هذا من ناحية لغوية وهذا كلام لغوي لا من ناحية عقدية
فالصمد بالمعنى هذا "المصمت الغير مجوف" كالعمى من الألفاظ المتضادة فلا يحمل على هذا المعنى أي "لاجوف له" إلا حين يطلق على جسم لأن غير الجسم لايكون مصمتا ولامجوفا أصلا كما أن الحائط لايكون أعمى ولابصيرا أصلا..وهذا نص كلام اللغويين.
وعلى هذا سار جميع المفسرين من كل الفرق ففسروا اسم الله الصمد ب "السيد والذي يصمد له الناس في الحوائج" حتى القلة ممن أطلق منهم معنى "الذي لاجوف له ولايأكل ولايشرب" أطلقه بالسلب المحض كإطلاقنا نفي الأنوثة عن الملائكة لابمقتضى اثبات ضدها"أنهم ذكور" لأنهم غير قابلين للشيء ولاضده.
فلم يطلقوه على أنه قابل لضده وأنه يقتضي التجمع والضم أوأنه لا يتفرق!
ولكن هذا لم يعجب ابن تيمية الذي يثبت الجسمية فانبرى لمحاربة تفاسيرهم وإبدالها بالتفسير الجسمي

يقول ابن تيمية:
"وقد أخبر الله في كتابه أنه الصمد، وقد قال عامة السلف من الصحابة والتابعين وغيرهم: إن الصمد هو الذي لاجوف له وقالو أمثال هذه العبارات التي تدل أن معناه لايفترق ، واللغة تدل على ذلك ، فإن هذا اللفظ وهو لفظ(صمد)يقتضي الجمع والضم"! 
بيان التلبيس(4/93)
نرى نفس المغالطة من اختلاق إجماع على لسان السلف والصحابة لاوجود له بل كل التفاسير والنقول والفرق والجماعات نقلت عن السلف عكس كلامه ولكن لايتورع عن مثل هذا !
أما كلامه فجميل جدا فهو مطابق لنفس المعنى اللغوي الذي نقلناه من المعاجم لمعنى ففي المعجم "جسم:المجتمع المضموم الى بعضه المتحيز" وعند ابن تيمية معنى اسم الله الصمد "أنه مجتمع مضموم غير مجوف".
وقال 
"لفظ الصمد يدل على أنه لاجوف له" بيان التلبيس (3/463)
وقال
"لفظ صمد يدل على الإجتماع المنافي للتفرق والخلو والتجويف...وهو ضم وجمع ينافي الإنفتاح والتفرج..واسمه الصمد يوجب تنزيهه عما يجب في من الإنقسام والتفرق"
بيان التلبيس(3/465)
وقال:
"هذا يدل على أن صمديته تنافي جواز التفرق والانحلال عليه،فلايخلو إما أن تكون دلت على ذلك أم لم تدل عليه فإن كانت دلت على ذلك وعلى أنه مصمت لاجوف له فقد بطل قولك_أي الرازي_ في أن كل جسم يجوز عليه التفرق والانحلال"
بيان التلبيس(4/99)
وهذا النص مهم
فالرازي ألزم المجسمة أنه لو كان الله جسما لجاز عليه التفرق والانحلال
فرد عليه هنا ابن تيمية برد واضح أن آية "الصمد" دلت على أن الله ""مصمت"" والمصمت هو الجسم المكتنز الذي لاجوف له كقالب الحديد كما شرحه ابن تيمية نفسه وكما هو في كتب المعاجم واللغة
فمادام الله مصمت لايجوز عليه الانحلال بطل قولك يارازي أن كل جسم يجوز عليه الإنقسام والتفرق..
((تعالى الله وتقدس عن هذا القول ))
فقد جعل ابن تيمية الصمد الذي ورد تفسيره عن ابن عباس بكونه "معناه الذي يصمد له في الحوائج"
جعله ابن تيمية أنه دليل على أن الله مجتمع مضموم بعضه إلى بعض غير مجوف بل مصمت تماما مطابقا لمعنى الجسم في المعاجم..

وهنا اتضح اتساق ابن تيمية مع أصوله التي سردناها من الصفر وإثباته ربّا مجسدا دون حرج وبوضوح وهو مالم يوفق فيه اتباعه الذين حاولوا جعلها باطنيا لايمكن لأحد أن يعرف مايثبت أو ماينفي وأعني الأتباع الجدد المتعقلنين وليس السابقون كتلميذه ابن القيم ومشايخ الوهابية مثل ابن عثيمين وابن باز الذين سنرى صراحتهم واتساقهم معه..

تنبيه:يستخدم ابن تيمية مغالطة الإجمال بناء على هدمه اللغة لا لكي يتملص من عقيدته وإنما لكي يخفف شناعة ما يعتقده والذي لم يكن مقبولا في الأوساط الاسلامية السائدة فمما شرحناه فهمنا مقصده ب "الجسم لفظ مجمل" وأنه ليس الإجمال اللغوي المعروف في كتب الأصول وإنما إجمال من ابتكاره..
فهو عد "أنوع الأجسام وأحوالها" معاني مستقله لاعلاقة بينها رغم أن هذا ليس صحيحا وبمقياسه فاللغة كلها مجملات لأن الكلمة معنى وله مصاديق عديدة وبهذا لايمكن أن نفهم بعض أبدا بل سينقضي عمرنا في انتظار فك الإجمال وإجمال الإجمال..الى مالانهاية!
وهو كقول القائل "الكلمة لفظ مجمل" لأن منها الفعل والحرف والاسم!
وهذه المغالطة سطحية جدا فالفعل كلمة والاسم كلمة والحرف كلمة وليست معاني متفرقة بل الكلمة معنى مستقل وماتحتها أنواع منها..
فابن تيمية حين ينفي عن الله الجسم لاينفي الجسم كمعنى بل ينفي أنواعا من الاجسام نص عليها "ماكانت مجتمعة وتقبل التفريق والقطع وماكانت من لحم ودم وعصب" وحين يثبت لله الجسم يثبت النوع المطلق من الجسم "المعنى الأساسي" مع تفويض لكيفيته المعينة التي نفى بعضها..
ورغم أن هذا مانص عليه ابن تيمية نفسه وتلامذته وأتباعه -وسنرى اتفاقهم في التدوينات القادمة_ إلا أننا نجد فئة المتمسلفة الجدد المتعقلنين يحاولون جعله باطنيا لاينفي شيئا ولايثبت شيئا ولاتعرف ماهو ولايمكنك ان تعرف فهو من ألغاز الله المقدسة وهم مع المسملين مجسمة ومع الملاحدة منزهة ومع غيرهم لا لون لهم!!
فابن تيمية الذي ألف كتابا ضخما من مجلدات للرد على كتاب الرازي "اساس التقديس" الذي موضوعه (الله ليس جسما) وهي قضية سالبة نقيضها الذي يحاول ابن تيمية إثباته (الله جسم) 
تجد هؤلاء المتمسلفة الجدد تحت وطأة الحرج المصاحب للتقديس يجعلون ابن تيمية "كان يمزح وإنما ألف كتابه لاثبات قضية الرازي في كون الله ليس جسما"!
لذا وجب التنويه على ذلك حفاظا على الانضباط العلمي الذي يحاول هؤلاء العبث به ونجد أن أول من يرد عليهم هم اتباع ابن تيمية الذين وافقوهم في تقديسه وخالفوهم في الحرج من معتقده.

وسنكمل لاحقا تقرير بقية عقائد ابن تيمية التي قررناها في تدوينة "المتن العقدي"
..يتبع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ابن تيمية وعقيدة التجسيم.. إثباته الحد والتحيز/ التركيب / والحجم والثقل 4

بعد اكمال السلسلة الأولى في الأصول الفلسفية والمعرفية لعقيدة ابن تيمية بدأت في كتابة سلسلة أخرى توضح فروع تلك الاصول التي اتسق فيها ابن...