الأحد، 27 أغسطس 2017

ابن تيمية فيلسوف المادية ... الأصول المعرفية للتجسيم (3)


‏في هذه السلسلة 
‏"ابن تيمية فيلسوف المادية
‏أربع محاور رئيسية هي..:-

‏أولاً : مقدمة تمهيدية لبعض التعريفات ..
‏ثانياً : عرض لمنهج "أصالة العقل" / العقلي
‏مع توضيح أنه مبنى الفكر الإسلامي عامة
‏"أنهيناها في التدوينة الأولى"


‏ثالثاً : عرض لمنهج "أصالة الحس" / الحسي
‏مع توضيح لاختيار ابن تيمية له كمنطلق معرفي
‏"أنهيناه في التدوينة الثانية"

‏بقي عندنا المحور الرابع
‏وهو..موضوع هذه التدوينة...


‏رابعا:-عرض لتأصيل ابن تيمية واتساقه مع المنهج الحسي

‏ابن تيمية هو أحد الاسلاميين الذين شذو عن المنهج المعرفي الإسلامي الأكبر "العقلي" وأسسو منهجا مغايرا "الحسي"
‏وتعود عبقرية ابن تيمية إلى اتساقه الذاتي
‏ففي الفكر لدينا معيارين للتقييم:
‏1-اتساق المذهب الفكري داخليا 
‏2-مطابقته للواقع
‏وما أبدع فيه ابن تيمية هو تأسيس مذهب متسق داخليا و التزم بكل مبادئه حتى أنك تستطيع سرد مذهبه كما هو وتحدد ما أثبت ومالم يثبت بمجرد معرفة أصوله المعرفية كتعريفه للعقل والوجود ونحوه .
‏أما تهافته فقد كان في المعيار الثاني "مطابقة الواقع" وهو نفس تهافت المذاهب الحسية بشكل كلي التي تطرقنا إليها في عرض "أصالة الحس" والمعروضة بالردود عليها في الكتب..
‏ويضاف إليها أيضا عدم مطابقته للواقع المعرفي للشريعة الاسلامية ومعارفها ومناهجها وهذا مبسوط في كتب ورسائل العلماء الذين ردو عليه من واقع شرعي..
‏وسنقسم هذا المبحث لقسمين :
‏أ-القسم الأول تحديد أصول ابن تيمية المعرفية بناء على التعريف السابق لأصالة الحس.
‏ب-القسم الثاني فحص الاتساق الذاتي لمذهبه مع أصوله "التجسيم"

‏(أ) توافق ابن تيمية مع أصول المنهج الحسي "في ظل التعريف الذي نقلته سابقا"
‏1-حصر مصادر المعرفة في الحس وإرجاع العقل لأفعال حسية محضة:
‏كأي فيلسوف مادي بحت يحصر ابن تيمية وسائل المعرفة في الحواس لاغير سواء الحواس الظاهرة او الباطنة ويجعل العقل آلة فقط لتفكيك وتركيب الصور المخزونة التي تحفظها الذاكرة
‏ثم يعالج المعرفة الغيبية بأنها أيضا مادة "محسوسة" غائبة فيمكن التوصل إليها بالانتقال من المحسوس المشاهد إلى المحسوس الغائب.

‏حين أنكر الحسيون العقل ولزمهم إنكار القياس المنطقي لم يبقى عندهم من وسيلة معرفية سوى الحس وبهذا عرفو العقل:

‏ف "القياس عند الحسيين لايتعدى الإنتقال من محسوس الى محسوس"
‏يوسف كرم/العقل والوجود
‏نبدأ اولا بنقل القاعدة الكلية التي نقلتها في قطب "اصالة العقل" لتوضيح إحدى قواعد أهل السنه الاسلامية في المعرفة وهي مقولة الامام الرازي:
‏"اهل التوحيد والتنزيه هم الذين عزلو حكم الوهم والخيال في ذات الله تعالى وصفاته"
‏اساس التقديس/
‏هذه القاعدة التي تثبت باختصار توجهين
‏1-العقل آلة إدراك مستقله عن الحس. 2-الوجود أعم من المادة.
‏نقلها ابن تيمية في رده على أساس التقديس
‏ورد عليها بأسلوبه المعتاد حيث يكثر الإستطراد والتكرار والحشو وتسويد الصفحات ثم ينثر رده في وسط ذلك كله
‏فشرح بوضوح ماهو العقل وماهو عمله عنده مقررا مذهبه الحسي البحت في ذلك
‏فيقول في الرد:
‏"من المعلوم أن العلم له طرف ومدارك وقوى ظاهرة وباطنة في الانسان
‏فإنه
‏-يحس بالأشياء ويشهدها
‏-ثم يتخيلها ويتوهمها ويضبطها بعقله
‏-ثم يقيس ماغاب على ماشاهد"
‏ابن تيمية/الرد على أساس التقديس/ "1/135"

‏فكما ترى هذا هو العقل والإدراك عند ابن تيمية مطابق تماما للعقل عند الماديين الغربيين الذي نقله د.كرم "انتقال من محسوس إلى محسوس"
‏فهومجرد إدراك المحسوسات ثم القياس عليها انتقالا من محسوس مشاهد الى محسوس غائب عبر الخيال 
‏وهذه العقلية بائدة معرفيا الآن خلافا للسابق فبعد سقوط الوضعية المنطقية والحسية البحته تحت وطأة العلم الحديث لم تعد هذه العقلية صالحه للإستعمال وهي سبب تلفيق الماديين الجدد منهجهم تهربا من الإلتزام بنظريتهم في المعرفة..

‏نعود لابن تيمية لنرى تأكيده على الحسية في رده على الرازي..
‏فالرازي يقرر منهج المسلمين في المعرفة وهي أن العقل مختص بنوع من المعارف لايتعلق بها الحس ولا الخيال لأنها في ذاتها وجود غير محسوس مثل وجود الله وصفاته
‏وهذا لايوافق هوى ابن تيمية الذي يحصر طرق المعرفة في الحس والموجود في المحسوس ويعتبر ماسوى ذلك عدم ووهم..
‏فيرد ابن تيمية قائلا:
‏"الله سبحانه وتعالى لم يفرق بين ادراك وادراك ولابين سبب وسبب..وجعل بعض ذلك مقبولا وبعضه مردودا بل جعل المردود هو قول غير الحق"
‏ويقول
‏"لو كان بعض أجناس الإدراك باطلا في حق الله تعال وحكمه غير مقبول كان رد ذلك مطلقا واجب"
‏يرد ابن تيمية معتبرا أن تفريق الإمام الرازي بجعل الله ليس موضوعا للخيال والحس وإنما وسيلة معرفته والحكم عليه العقل امر غير مقبول "لأنه لافرق بين إدراك وإدراك"
‏وهذا اتساق مع أصله في حصر المعرفة بالحس لاغير وكلها عائدة اليه
‏وفي الإقتباس الثاني تأكيد على أن المعرفة عنده فقط بالحس لأنه لاوجود حقيقي إلا للمحسوسات فيرى أننا إن أبطلنا حكم الخيال والحس في بعض المعارف فإن ذلك يؤدي إلى ابطال المعرفة.
‏-وقد نقلنا في التدوينة الأولى المنهج العقلي من علماء العقيدة المسلمين الذين يبطلون هذا التأصيل-
‏ويوضح ابن تيمية أكثر هذه الحسية بقوله:
‏"أما منعهم الحس الباطن _الخيال_ من تصور الأمور الإلهية فهو خلاف مادل عليه القرآن"
‏بل يهاجم القاعدة العقدية الإسلامية التي جرت مجرى التواتر لشهرتها وسبق نقلها في التدوينة الأولى وهي
‏"كل مافي بالك فالله بخلاف ذلك"
‏قائلا عنها:
‏":لو كان ذلك باطلا في الامور الالهية لكان نفي ذلك من اعظم الواجبات في الشريعه
‏ولكان أدنى الأحوال أن يقول الشارع من """جنس مايقوله بعض النفاة""" ماتخيلته فالله بخلافه"

‏-وفي رد ابن تيمية على (كلام الرازي الذي قرر فيه أن العقل غير الخيال بمعنى أنه يمكنه إثبات ماليس بمتخيل وماهو خلاف الشاهد" فمثلا كوننا نشاهد من الموجودات أجساما فقط فقد يمكن اثبات وجود مخالف وليس بجسم عقلا)
‏يرد ابن تيمية مقررا استحالة ذلك وأن العقل هو نفسه الخيال فماحكم باستحالته لعدم تخيله حكم العقل "بمفهومه الحسي عنده" أنه محال
‏يقول ابن تيمية:
‏"الوجه الثاني: أن هذا نسبة هذا، والمعلوم والمعقول والمتخيل نسبة واحدة"
‏بل يؤكد ابن تيمية بشكل أوضح هذا المبدأ ويقول للرازي
‏"إن قولك بثبوت هذا على خلاف حكم الوهم والخيال، كقولك بثبوته على خلاف حكم العقل والعلم"
‏فلحسيته المتطرفه جعل كل مالايستطيع الخيال إدراكه = أمر غير معقول.

‏ماسبق وضح معنى العقل الذي عند ابن تيمية ووسائل المعرفة التي يقبلها دون غيرها بوضوح
‏وهي مطابقة تماما للمنهج المادي الغربي وأسس فلاسفته ويمكن الرجوع للتدوينة السابقة و لكتابنا المعتمد "يوسف كرم /العقل والوجود" للمقارنة

‏فعلى هذا الاصل المعرفي الذي يخالف منهج المسلمين العقلي "كما عرضناه في التدوينة الأولى" بنى ابن تيمية معتقده الديني ونظرته المعرفية ورؤيته للوجود
‏وهو الأساس المعرفي الناتج عن "عقيدة التجسيم" والذي بسببه وسببها اضطر ابن تيمية إلى مهاجمة كل الأدلة العقلية على وجود الله وابطالها لأنها خالفت أصله في عدم وجود العقل بالمعنى المتعارف "اصالة العقل" وانسد الإستدلال العقلي على وجود الله عنده فاستعاض بنظرية "الفطرة" بحسب تفسيره الشخصي لها لتكون منطلق المصادرة على المطلوب في اثبات وجود الله بالرغبة لانعدام طرق الاستدلال ..

‏(وقد أطلت فيها لأنها مورد تزييف وتدليس من بعض السلفية -الجدد المعاصرين- الذين دفعهم الحرج لكون المناخ العلمي العام في صف العقلانية إلى تقرير المعقولات والعقل والمنطق والدلالة العقلية مع تزييف منهج ابن تيمية وفي ادنى الأحوال تحاشي عرضه..
‏لأن تقرير ماسبق يبطل جميع عقيدة ابن تيمية رأسا وأدلتها عنده بل يبطل أيضا حججه التي صنف المجلدات المحشوة لعرضها ونقض أقوال غيره ثم يصورون ذلك على انه اتساق معها!!)

‏2-حصر الوجود في الوجود المادي وماسواه عدم..
‏لزم من المبدأ المعرفي للحسيين لازم وهو حصر الوجود في المادة بمعنى أن ماليس مادي مجسد مجسم مركب فليس موجودا..
‏ولم يخالف ابن تيمية الاتساق الذاتي مع مبدأه المعرفي في ذلك فقد امتد إلى هذا المستوى وحصر الوجود "كله بمافيه الخالق والمخلوق" في المادة "الأجسام والأعراض" وهو أساس وصفه "بالتجسيم" من العلماء
‏فقد جاهد في إنكار إمكان وجود موجود ليس محسوسا أو مجسما مركبا ممتدا في الابعاد
‏وأعتبر أن ماليس كذلك فهو عدم لذا نجد ردوده على الاخرين تدور بين " جعلتم الله مجودا في الأذهان /عبدتم عدما/عطلتم/معطلة...الخ"

‏فكلها تدور على أن من خالفه وأثبت موجودا ليس جسما ولا محسوسا فقد أعدم وجود الله لأن الوجود عنده = المادة "الأجسام" فمن نزه الله عن المادة ومشابهتها فقد نفى وجوده
‏- نقل ابن تيمية عبارة الرازي في رده على أساس التقديس ليبطلها ويرد عليها
‏يقول الرازي:
‏"وإذا كان كذلك فكيف يستبعد في العقل أن يكون خالق المحسوسات منزها عن لواحق الحس وعلائق الخيال"
‏وهذا كلام الرازي يقرر فيه أنه عقلا يمكن اثبات موجود ليس من جنس المحسوسات ولا الماديات ولا المتخيلات..
‏وهو ما لايرضاه ابن تيمية رأسا فنقل العبارة لينقضها وفي خضم نقضه قرر قسمته الحاصرة التالية
‏(الوجود كله سواء مانشاهده أو يغييب عنا =المحسوس=المادة=الاجسام)
‏يقول ابن تيمية ردا على إثبات الرازي والمسلمين جميعا وجودا مغايرا للمحسوس عبر العقل بأن ذلك محض صناعة عقلية لاوجود له في الخارج
‏فيقول
‏"إن أراد أنه من باب مايعقله القلب من الأمور المعقوله...واذا كان كذلك فمن أراد هذا المعنى فقد جعله من باب الموجودات في الاذهان لا في الأعيان"
‏ويكمل ابن تيمية رده قائلا
‏"وهذه حقيقة قول الجهمية (يعني قول المسلمين بأن الله عدم لأنه غير مادي)...فمالايعرف بشيء من المحسوس لايكون إلا معدوما"

‏وفي نص أوضح بعد تطويل يقول ابن تيميه في التأسيس ردا على إثبات الرازي لموجود ليس جسما ولامادة:
‏"الموجود القائم بنفسه لايكون إلا جسما ومالايكون جسما لايكون إلا معدوما ومن المعلوم أن هذا هو الاقرب للفطرة والعقول"
‏فمن نزه الله عن المادة يعتبر عند ابن تيمية ناف لوجوده وهذا أوضح من الشرح في كون الوجود عنده مادي ومن قرأ كتابنا الذي اعتمدناه تعريفا للمذهب الحسي سيجد في نقول يوسف كرم عن الفلاسفة الغربيين الماديين مايكاد يكون نسخا ولصقا لكلام ابن تيمية وهذا لازم الاشتراك في الاصول المعرفية.

‏هذا من ناحية عقلية وأما من ناحية شرعية فقد هاجم ابن تيمية جميع المفسرين والعلماء لأنهم منزهة فقد فسرو "الأحد والواحد والصمد" بأنها دلالات على نفي المقدار الذي هو الجسم المادي عن الله وسأنقل وجها واحدا لمهاجمته كمثال

‏فسر المفسرون دلالة اسم الواحد بأنه نفي للمقدار"الحجم" والانقسام وغيرها من لوازم الجسم عن الله وبأنه موجود ذا حقيقة مغايرة للوجود المخلوق المادي
‏ومن هذا قول الإمام القرطبي:
‏"الواحد هو الذي لايتجزأ ولايتثنى ..والله واحد بمعنى أنه يستحيل "تقدير الانقسام في ذات" "
‏المقصد الأسنى/3/133
‏وهذا تفسير جميع المفسرين لاسم الواحد والأحد والصمد
‏من كونها دلالة على نفي المقدار والامتداد عن الله وهذا معنى "نفي تقدير الانقسام" لأن كل متجسد يمكن تقدير او تخيل انقسامه الى كميات وزنية وطولية..

‏أما ابن تيمية الذي يثبت ذلك كله لله بناء على اصله المعرفي فهاجمهم فيقول:
‏"أما مافسر به هؤلاء اسم الواحد من التفاسير .. باطل بلاريب شرعا وعقلا ولغة:

‏أما في اللغة.. فالقرآن ونحوه من كلام العرب متطابق كما هو معلوم بالاضطرار في لغة العرب وسائر اللغات أنهم يصفون كثيرا من المخلوقات بالواحد ويكون ذلك جسما..
‏وإذا كان أهل اللغة متفقين على تسمية الجسم الواحد واحدا امتنع أن يكون في اللغة معنى الواحد الذي لاينقسم إذا أريد بذلك أنه ليس بجسم... بل لايوجد في اللغة اسم واحد إالا على ذي صفة ومقدار"
‏في هذا النص أوجه مهمة
‏أهمها مهاجمة من نفى الحجم "المقدار عن الله" واعتباره أن اسم الواحد لله دليل على ان الله له مقدار "حجم"
‏أما الثاني فهو اسلوب ابن تيمية في التلبيس والتزييف
‏أولا يهول ويرتكب مغالطة التشنيع حين يقول "في لغة العرب وسائر اللغات" فهل هو يعرف سائر اللغات حتى يسوق هذا التشنيع الذي يبتهج به من تم استغفاله!
‏الثاني زيف حجته نفسها في معرفته بلغة العرب وكونهم لايطلقون الواحد الا على ذي مقدار وحجم!!
‏ولن نذهب بعيدا لقواميس اللغة لنرى هل حجته حقيقية أم زائفة بل يكفينا نفس القرآن
‏ففيه
‏"فيميلون عليكم ميلة واحدة" و "قل إنما أعظكم بواحدة" و "لاتدعوا اليوم ثبورا واحدا"
‏...الخ من اطلاق وصف الواحد على ماليس جسما ذا مقدار 
‏وامثال هذه التزييفات هي مايتم التلبيس بها على اتباعه الذين لايكلفون أنفسهم البحث خلفه لأنه المعصوم والمعيار..

‏يكمل ابن تيمية مهاجمة من نفى الحد والمقدار عن الله تأكيدا بقوله
‏"وأما الشرع فمن المعلوم بالاضطرار أن اسم الواحد في كلام الله لم يقصد به سلب الصفات ((وسلب ادراكه بالحواس ولانفي الحد والقدرونحو ذلك من المعاني"
‏بيان التلبيس/1/484

‏ويكمل ابن تيمية معترضا على الرازي:
‏"قال-أي الرازي- الجسم أقله أن يكون مركبا من جوهرين وذلك ينافي الوحدة. وقوله "أحد" مبالغة في الوحدانية. فكان قوله أحد منافيا للجسمية.

‏يقال له: هذا يقتضي أن شيئا ممايقال له جسم لايوصف الوحدة.. ومعلوم أن هذا خلاف مافي الكتاب والسنة وخلاف لغة العرب 
‏قال تعالى
‏"خلقكم من نفس واحدة"
‏... واذا كانت حواء خلقت من جسد آدم وآدم جسم من الأجسام وقد سماها الله نفسا واحدة علم أن الجسم قد يوصف بالوحدة"
‏تلبيس الجهمية/448

‏وقد عرفنا في الاقتباس الماضي تلبيسه في الاحتجاج باللغة وهنا تلبيسين جدد يوضحان بعض مسالكه التي يكثر منها
‏اولا اللعب بالمصطلحات:
‏فاللغويون والمتكلمون والمفسرون نصو على أن للواحد معاني منها الواحد الحقيقي الذي لايقبل الانقسام مطلقا
‏ومنها الواحد الاضافي الذي لايقبل الانقسام من وجه فقط
‏فمثلا الماء واحد من حيث انه لايقبل الانقسام من جهة حقيقته المائية ولكنه متعدد ان قسمناه من جهة الكم في قوارير مثلا
‏والحيوان واحد اضافي من جهة الماهية الحيوانية ولكنه متعدد من جهة النوعية كالانسان والخيل..
‏وهذا كله راجع للغة والعقل ومبسوط في التفاسير والكتب ولم يخالف فيه سوى ابن تيمية لغويا "كما رأينا في ادعاءه الذي خالف حتى لغة القرآن" وعقليا من حيث منهجه الحسي
‏لذا قوله "السلف والعلماء والمتكلمون..الخ" تشنيع مطابق لما حللناه اعلاه حين شنع "بمخالفة التفسير لكل اللغات!!"
‏ولو تتبعته لم تجد لاسلفا ولاخلفا كما تتبعنا كلامه عن سائر اللغات فوجدناه مخالف للعربية نفسها فضلا عن الباقي!
‏وهذا نفس منهج اتباعه اليوم حين يقول لك أحدهم هذا ماقاله ابن تيمية وابن القيم وغيرهم.
‏محاولين تصوير الكثرة ولو سألتهم من غيرهم؟ لما وجدت احدا لكونه منهج شاذ يفتقر قائم على بضع افراد 

‏ونكتفي بهذا القدر فالمبحث معرفيا غير ضروري لأنه يكفي العاقل إثبات الأصول المعرفة الحسية ليعرف حقيقة الوجود التجسيمي عند الحسي وأنه لايعترف إلا بالمادة وموجود "مادي مجسم" ولكن لأننا قد نصادف غير العقلاء حقيقة أو معاندة أضفنا هذا القسم واختصرناه.

‏قابلنا حاليا منهج ابن تيمية مع تعريف "يوسف كرم" للمنهج الحسي الذي نقلناه في التدوينة الثانية "أصالة الحس"
‏في نقطتين منه هي.
‏١-نفي العقل بحصر المعرفة في الأصول الحسية
‏٢-حصر الموجودات في المادة.

‏وبقي من التعريف قسمان مهمان لكونهم أساس التعامل مع العلوم من قبل هذا المنهج وهما
‏١-نقض المعاني المجردة والكليات والمنطق
‏٢-نقض اللغة
‏ وسنكملهما في التدوينة القادمة

‏...يتبع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ابن تيمية وعقيدة التجسيم.. إثباته الحد والتحيز/ التركيب / والحجم والثقل 4

بعد اكمال السلسلة الأولى في الأصول الفلسفية والمعرفية لعقيدة ابن تيمية بدأت في كتابة سلسلة أخرى توضح فروع تلك الاصول التي اتسق فيها ابن...