الأربعاء، 25 أكتوبر 2017

إعدام (الصحوة) وتفادي الغفوة ..

ونحن نشاهد أحد منعرجات التاريخ وهي لحظة نزع روح الكارثة المسماة "الصحوة" ولفظ أنفاسها الأخيرة ، يجب علينا أن نشخّصها جيدا حتى لانسقط في فخ "صحوة" أخرى تختلف في الشكل وتشترك في المضمون .
تسطيح الصحوة إلى فترة زمنية معينة من 79 هو دفن للرأس في الرمل وربما أشبه بتسطيح علاج المرض والاكتفاء بعلاج أعراضه فقط ، وهو أمر قد يؤدي لعواقب لا تقل شناعة عن الصحوة نفسها كهدم الجسد المريض كاملا أو على أقل تقدير وقوعه في أمراض مزمنة أخرى .
ليس صحيحا أن الصحوة نيزك اجتماعي سقط عام 79 فقط بل هي تراكم لنهج معين استمر عقودا في مخاضه حتى أنجب المسخ "الصحوي" الذي جثم على صدور البلاد والعباد والثروات ، ويكفي نظرة سريعة على التاريخ من عهد المجدّد أو الأب الأعلى للصحوة (محمد بن عبدالوهاب) وتاريخه مدوّن بتدوين تلاميذه بإذنه وحقّقه نفس قادة الصحوة (كتاريخ بن غنام) لنرى جذور القضية حتى ننتهي لفتاوى مفتي الديار (محمد بن ابراهيم) وهي مجموعة في 13 مجلد وهو سابق لبداية السردية التي تسطح المشكلة بجعلها طفرة في عام 79 (والذي كان ذروة استثمارها لاغراض سياسية دولية)، وسنجد أن الواقع هو أن الصحوة وتبعاتها أزمة لنهج معين كامل يعبر عنه بالوهابي أوالسلفي.
هذا النهج نشأ لا كنهج علمي وإنما كنهج مفروض ، ففقدانه للطبيعة العلمية جعله يستعيض عنها بالتمكن بالحديد والنار و (السلطة) في نشأته وفي استقراره لاحقا وهذا ماتمكن منه بشكل ملحوظ تماما في أواخر السبعينات لظروف كثيرة متعددة ، فكانت فرصته في القمع مواتية حتى جثا على صدور الناس وفكرهم بعزلهم عن العالم والواقع ، فهو منهج لامحلّ فيه للانفتاح على الآخر ، بل يحتاج لبيئة مغلقة للاستقرار فتمّ عزل الشعب عن الآخر تماما بالسيطرة التامة والفلترة الدقيقة لكل مايسمح به وما لايسمح به حتى نشأ جيل لا يرى سواه للواقع و كممثل للإسلام وبالتالي ممثل للفرد ، وهذا أدّى لتشوه فكري غير مسبوق تم تصديره للعالم الإسلامي بالقوة الناعمة كإنشاء الجامعات المختصة لنشره ، وجلب المتحمسين بالمال لها ليرجعوا لبلدانهم وينشروه ، أو بالقوة العنيفة عبر الحركات السلفية الجهادية التي انتشرت بسواعد مخلصي هذا النهج .
واستمر الأمر على هذا المنوال حتى عصر ماقبل الانفتاح الأخير .
مالمترتب على ماسبق ؟
أمور عدّة منها التشوه العظيم للمنهجية ككل والإسلامية بشكل أخص ، فقد غرزت الصحوة في أذهان ضحايا هذا الفكر الضيق صورة النسخة السلفية المحدودة والمشوّهة من الإسلام كأنها هي الإسلام ككل .
تلك النسخة التي لاتمت للإسلام كمنهج من أعظم المناهج البشرية بصلة ، ونجد هذا الضيق حاضرا جدا في أدبيات هذا الفكر الذي قزم 1400 عام من العلماء والمناهج والمدارس التي حكمت العالم القديم ككل و أنشأت في كل بقعة حضارة لازالت آثارها ، وأورثت بكرم أسس المعرفة التي نتنعم اليوم بإنتاجاتها بعد تبني المجّدين من الأمم الأخرى لتفعيلها .
فنجد تقزيم وسطحية هذا الفكر في حصر كل ذلك على مدار آبائه الروحيين فلايتعدى تلخيص علوم الأمة ومناهج الإسلام إلا في بضعة أشخاص (ابن تيمية وابن القيم) ثم قفز إلى (محمد بن عبد الوهاب و أبناء منهجه) .
فتم بتر الإسلام بل قل تم إنتاجه بشكل غريب ، فأصبح عبارة عن صحابة في القرن الأول ثم فراغ لعدة قرون أشبه بالقرون المظلمة ، ثم صحوة شخصين في القرن الثامن أو السابع (ابن تيمية وتلميذه) ، ثم فراغ أيضا ثم صحوة محمد بن عبدالوهاب .
وتبع ذلك حذف لكل مابين هؤلاء من واقع وتاريخ ومعرفة ؛ وتضمن ذلك حذف للمناهج الإسلامية الحضارية واستبدل الإسلام بأُسسِه الفلسفية والفكرية التي أنتجت مناهج حقيقية ومدارس معرفية، بإسلام مبتورالأسس لا منهج له ولا أساس ، ويعتمد على مايشبه الكهنوتية التي عانت منها أوروبا المظلمة ، فهو عبارة عن مجرد فتوى وأقوال متوارثة تستمد أحقيتها من مكانة الشخص لا من الأصالة العلمية المنهجية للقول ؛ فنجد الفتاوى الغريبة من حرمة الغترة البيضاء ، إلى الطاعنة في الغرابة كحرمة سياقة المرأة أو تعليمها..الخ
والقاسم المشترك بينها جميعا أنك لاتعرف من أين أتت،فهي نتاج الإسلام المتمثل في أشخاص ومكانات لا في أفكار ومناهج.
وتم عزل المجتمع باسم الصحوة عن تاريخ الإسلام ومناهج الإسلام ، بل وواقع الإسلام في عصره المتمثل في الحواضر العلمية والمدارس الأخرى التي تم اقصاؤها؛كآخرمخالف لايجوز الاطلاع عليه وحُجِبت بتصوير خرافيتها وشركيّتها كحواجز نفسية للحفاظ على الأتباع داخل الحظيرة،وهو ماساعدت عليه فترة إمكان السيطرة على المنافذ الإعلامية حينها.
ونحن نشاهد الحكم بالإعدام على هذا المسخ الفكري يجب أن نتنبه لحقيقته ،حتى لاتختلط الحقائق الأخرى به فنقصي البريء بتهمة الجاني،فمن تضرر من الصحوة ومنهجها هو الإسلام نفسه قبل كل شيء حيث كان الشعار المستخدم اسمه دون مضمونه ، لاضطهاد الآخرين وهو منهم براء . فعلاج الصحوة لايكون بتدمير الجاني والضحية؛
والقضاء على الصحوة لايكون بتكرير فكرها بشكل آخر ومحاكمة الإسلام للنسخة التي سعت الصحوة لترسيخها في الذهن.
فالإسلام المنهجي كان بذرة تقدم الحضارة في كل الأمم قانونيا واقتصاديا واجتماعيا ؛ لايمكن أن يكون هو الصحوة أو منهجها السلفية ، فنحن نتحدث عن منهج قامت عليه الحضارة الأوروبية كما هومعروف من عهد ترجمة نابليون لجزء من منظومته الفقهية (شرح الدردير على مختصر خليل في الفقه المالكي) ،  وعليه بنى قانونه بمجرد نسخه ولصقه كما قال (غوستاف لوبون) فتمكن من توسيع امبراطوريته ونهضتها ثم ورث الأوربيون هذا القانون (الذي هو في الأساس جزء من المنهج الإسلامي) وبه قامت حضارتها ، فأساس الحضارة القانون والتشريع ؛
بل يقول المستشرق جورج ويلز "إن أوروبا مدينة للمسلمين في قوانينها الدولية التجارية"
وكان المنهج الإسلامي دعامة لكل حضارة تحاول الوقوف فنجده حاضرا في نقاش الآباء المؤسسين لأمريكا ، واعتمادهم عليه مُمَثلين في جيفرسون صاحب "بيان الاستقلال" الذي حصل على نسخة من القرآن مترجمة ، وتم الاعتماد على التشاريع الإسلامية في الدستور .
وذلك مشروح بتفصيل في كتاب (جيفرسون والقرآن) ل أ.سيلبيرغ .
وهذه الحقائق التاريخية مادفعت مؤتمر لاهاي 1937 على تقرير أن الشريعة الإسلامية من أهم مصادر القانون العالمي .
ومن جانب اقتصادي نجد لدينا نظاما صالحا لمزاحمة الأنظمة العالمية ، بل نجد تسارع خطى ضحايا النظام العالمي حتى أوروبيا للاقتصاد الإسلامي الكافل للإنسان ، لا لتكدس ثروات الجميع عند البعض والذي نجد تشاريعه إعجازية في محاربة الفقر ولا الغنى ، وفي ربط المال بالإنتاج ، فلانجد أرصدة تتضخم بالربا لأشخاص معينيين دون إنتاجية ، ولتضييق الفوارق بين طبقات الشعب وعدم احتكار الثروة وحرمة الاستئثار بالأسس الحياتية "مأكل مشرب مسكن طاقة" أو تدويرها كمكينة أرباح ، و وجوب كفل الفقير وتأمين العيش له ووجوب تأمين العمل وغيرها من واجبات الراعي والرعية فيما يتعلق بالاقتصاد .
فلا يمكن الخلط بردة الفعل العاطفية بين "الصحوة" كحقبة مظلمة وبين المنهج الإسلامي الذي كان أساس كل تنوير نشاهده شرقا وغربا .. فاستغلال العواطف الجماهيرية النافرة من شيء معين وتوجيهها لخدمة غرض آخر نكاية به أمر شائع على مدار التاريخ .
فقد استغل السادات احتقان المصريين وتعطشهم في فترة ما ؛ فدفع بهم للرأسمالية والتي كانت ولاتزال ليست غير خدمة لقوى عظمى وأنظمة عالمية على حساب الأتباع ، فسقطت مصر ونهضت على أكتافها القوى العظمى .
سقطت مصر كاقتصاد من أعظم الاقتصاديات وكشعب غارق في الرفاهية ، فتمت التضحية بها لتصل لحضيض الجوع خدمة لنظام عالمي مهيمن .
فقبل الاستيراد أو الإخصاء باسم "الوسطية" التي تحصرنا كمجرد مستهلكين بإسلام محصور في الطقوس الشخصية والعبادات دون أن يتعداها .
 علينا التأني حتى لانكون مكب مخلفات للأنظمة الأخرى ؛ فنجدنا في حين عودة الغرب بعد كوارث الأنظمة العقيمة لميراثنا التشريعي والاقتصادي والمنهجي نحتقره نحن بعواطف الاضطهاد الصحوي، ونرتمي في حضن أنظمته باسم العلمنة أو التنوير ونتخلى عن إمكانية رجوعنا للمنهجية الإسلامية والمنجم الفكري الموروث لصناعة ماننهض به اقتصاديا واجتماعيا وفكريا ، معتمدين على هويتنا الحقيقية في عصر الرجوع للهويات .

الأربعاء، 11 أكتوبر 2017

لؤي الشريف والتصهين.. على السّفود


بعد عدة سلاسل من الردود في تويتر بالتحديد ثلاث سلاسل مع المتصهين لؤي ومحاولته شرعنة التصهين بإقحام تخرصاته في الدين لتبرير احتلال فلسطين
يعود علينا بمقال "يقول أنه خلاصة بحثه" وهو موضوع هذه التدوينة..


الجولة الرابعة مع المتصهين  لؤي الشريف @lalshareef  عبارة عن تراجعه بمقال يعتبر طرفة تحت مسمى بحث وضح فيه لاعلميته وجهله بالبحث..
 ( مقال/لؤي )

المقال لاتدري هل تصنفه كمقطع كوميدي للضحك أم حشرجة مكابرة!
‏فقد نقض فيه قوله السابق وهو يظن أنه يدعمه ثم أتى ببوائق مخجلة.
‏يبدأ مقاله "بحدوتة"يحاول بها توضيح أنه "شق البحث شقا"تبريرا لطرحه وهي "اتصلت ع سليمان واتصلت ع الصباغ ودارت بيننا حوارات"!!
‏يقول لؤي:
‏"كانت تراودني صدمات قرأتها في كتب التفسير عن منح الله الأرض المقدسة لبني اسرائيل, وكنت أقرأ في أكثر من مرجع مثل ابن كثير والطبري والأسئلة تنهمر وسط الأسئلة فقررت الاستشارة بالداعية فاضل سليمان وأرسلت له أسئلتي وحصل بيننا عدة حوارات على الهاتف ثم تواصلت مع الأستاذ المختص في الاسرائيليات واللغة العبرية أ. نبيه الصباغ ودارت بيننا أيضاً عدة حوارات كلها على الهاتف, وبعد عدة أيام وفي ظل هذه الحيرة طرح علي صديق من مشاهير وسائل التواصل هذه الأسئلة فدار بيننا حوار على السناب شرحت فيه وجهة نظري في "الأرض المقدسة" وأنها أرضُ بني اسرائيل"
‏ثم بعد قليل يفضح نفسه بقوله (صدمت في كتب التفاسير أن الأرض لبني إسرائيل)"دون شرط"
‏ولازلت في انتظار مصدره فقد وضحت له
‏توضيحا تفهمه الجدران أن خلافنا ليس "الإذن بالدخول" أوذكر المفسرين للأرض المقدسة بل في المنح دون شرط 
‏كمافي هذه التغاريد هنا..
‏ 

‏فلماذا يعيد كلامه دون نقاش لموضع النزاع؟
‏وطبعا يدلّس أن من يسميهم "عوام" -ولا أدري كيف تجرأ مثله على هذه التسمية-
‏ينازعونه
‏في أن الله أذن لبني إسرائيل بدخول الأرض المقدسة(مبررا صدمته المفتعلة بذلك)!
‏وهذا ليس صحيحا فالنزاع في المنح المطلق الذي اخترعه.
-نعود الآن لما سماه الفكرة الرئيسية

يقول لؤي:
"الفكرة الرئيسة: اعتقادي أن الأرض المقدسة هي أرض للشعبين الفلسطيني والاسرائيلي, الفلسطيني (الكنعانيين) بالأقدمية والاسرائيلي لإن اسلافهم دخلوها مع يوشع بن نون بن أفرايم بن يوسف بن يعقوب (اسرائيل) عام 1273 ق.م بأمرٍ من الله الرب إلهنا, وبالتالي أنا مؤيد لمبادرة السلام العربية والتي تقضي بحل الدولتين, مع اعتقادي بصعوبة تقسيم أرض مساحتها (20 ألف كيلومتر مربع أي تساوي ولاية نيوجيرزي الأمريكية) إلى دولتين لكن لا بأس ان ارتضاها الطرفان, ولم يكن في كلامي من قريب أو من بعيد تأييد لتهجيير الفلسطينيين من أرضهم أو قتلهم أو الرضا بما يحصل لهم من تنكيل, وما تم تداوله عكس ذلك هو للتأجيج واستخدام العواطف في نقاش علمي لتنفير الناس من الرأي الآخر, بل إني لا أؤيد أبداً الجرائم التي حصلت بحق الشعب الفلسطيني القرن الماضي بدعوى "الحق التاريخي" ولا أؤيد ولا أرضى قيام الدولة اليهودية بالشكل الذي قامت عليه ولا أغفر لهم المجازر التي حصلت بحق الشعب الفلسطيني المسلم, هذا توضيح مهم جداً كي لا تبقى هذه النقطة محل جدل."

‏فعلى أي أساس علمي أتى بهذه الفكرة الرئيسة الفريدة؟؟
‏فلنرَ
‏١-العرق"أسلافهم" باطل ورددت عليه سابقا(بل نقضه بنفسه في آخر التدوينة)
٢-الحق الشرعي لم يثبته حتى الآن واكتفى"بحدوتة"
وهذا نقاشي السابق له فيها
‏  
٣-والأدهى أنه يقول "أنا مع منحها لإسرائيل ولكن لست مع تهجير الفلسطينيين"
‏وهذا كمن يقول أنا مع ذبحك ولكني لست مع قتلك؟!
‏فهل فلسطين خلاء لتمنحها لشعب دون تهجير؟
‏وماذا عن ملايين اللاجئين في المخيمات من "المهجّرين" ليجد شعبك المتصهين مسكنا لهم؟!
‏وبهذا يتضح تناقض كلامك الذي تحاول به الفرار من جرم قولك سابقا (فلسطين بالحق القرآني لإسرائيل ولاتزعلوا مني يا فلسطينين) .
ثم يقول لؤي:-
‏"وبالتالي أنا مؤيد لمبادرة السلام العربية والتي تقضي بحل الدولتين"
وهنا وقفتان بل سقطتان متكررتان
أولا: حشر مبادرات السلام العربية والمريخية والزحلية لامحلّ له!
‏فنقاشنا عن ماسميته "الحق القرآني للصهاينة" ولاعلاقة لذلك
‏بالواقع والسياسات التي تستميت لجعلها مصدا لك.
‏فمبحثنا هنا ديني كنا ادعيت أنت بنفسك..
‏ولسنا منتدى سياسي فركز على موضع النزاع ودع التمسّح بالتفريع والخلط بين المواضيع.

‏ثانيا:قلت هنا بالنص والصوت والصورة والصملة "الحل دولة واحدة لا دولتين" 
وهذا هو المقطع..

فكيف تجعل الآن حلك دولتين؟

‏أم أن كبرك جعلك تستحقر جمهورك دون أن تتراجع أمامهم وتعتذر عن ماسبق ؟
‏أم ستكذب وتقول أن المقطع مفبرك وأنك قلت دولتين؟
‏ننتظرك..
‏ثم يبدأ فصلا آخر يحشر فيه معلومات ويكيبيدية عن بني إسرائيل الموجزة في القرآن والتي ليست محل نزاع ولا مغزى لها سوى الاستعراض لإيهام العمق والباحثية..

‏وبعده يبدأ فصلا كوميديا جديدا

 يقول فيه لؤي:
‏"هل وهب الله أرض كنعان لإسرائيل لإنهم "أمة الإسلام" في ذلك الزمان؟
‏​
‏لا أعتقد, وأخالف في هذا فضيلة الشيخ فاضل سليمان, لماذا؟ لإنهم لم يكونوا وحدهم المسلمين!
‏​
‏حين نقول (ذلك الزمان) نحتاج أن نستعين بالتاريخ لنعرف متى كانت اسرائيل أمَّة في الأرض؟ هذه بعض التواريخ المهمة (من التقويم العبري وأحداث المؤرخين)
‏​
‏1523 ق.م : يعقوب وذريته هاجروا إلى مصر
‏1506 ق.م: وفاة يعقوب
‏1313 ق.م: بنو اسرائيل يتركون مصر
‏1258 ق.م: دخول يوشع والاسرائليين إلى أرض كنعان اكتمل من أريحا لنابلس
‏​
‏إذاً, أين ذهب شعيب وقومه؟ وشعيب كان مرسولاً إلى قوم مدين في نفس فترة موسى عليه السلام لذلك قال البعض أن موسى صهر شعيب, ويقول الدكتور عبدالرحمن الأنصاري أن مملكة مدين استمرت من 1700 ق.م إلى 1070 ق.م إذاً كانت هناك أمة مسلمة أخرى غير أمة اسرائيل!
‏​
‏وأين ذهب المسلمون من قوم عادٍ وثمود؟ الثموديين أقدم من اسرائيل وبقاياهم عاشوا حتى القرن التاسع ق.م في أول ذكر لهم في نقش آشوري, ولم ينقطع ذكرهم إلا في القرن الرابع, ألم يكونوا أيضاً أمة الإسلام (المسلمين منهم)"

وملخص بدايته كالتالي:-

‏-الأرض ممنوحة لبني إسرائيل دون شرط الإسلام.
‏-لماذا؟
‏-لأنها غير معقولة أن تمنح لهم وهناك مسلمون غيرهم!
‏-لماذا يالؤي؟
‏-كذا مو كيوت أحسها!

‏وبعيدا عن غلطه العقدي في أن الله لايمكن أن يمنح قوما دون قوم!
‏نجد هنا مشهد المكابرة الذي قد يجعل الشخص أضحوكة الأمم والدهور
‏فيقول إن المسلمين المعاصرين لبني إسرائيل وهم "العرب البائدة" أي أقوام الأنبياء الذين لم يسلموا وأهلكهم الله بعذاب أبادهم أي
‏"قوم صالح وشعيب وهود" من قال عنهم الله بعد أن أهلكهم "فهل ترى لهم من باقية"..!
‏أي أن لؤي في هذه النقطة حاول جاهدا أن يكون عاقلا
‏وسمع أن العقلاء ينقضون الكلية بجزئية فقال
(لوكانت مخصوصه بالمسلمين فلم لم يكلف الله تطهير الأرض المقدسة "أشباح" الأمم المبادة) !!

‏فتأمل يارعاك الله كيف يمكن للإنسان أن يظهر بعد إمعانه في الهوى مظهرا منعدم الناطقية والخصائص العقلية فيحتج بأشباح المبادين.
‏وليس هذا فقط بل لم ينهي سطر واحد حتى عاد ونفى كلامه فيقول:

يقول لؤي:
‏"هل وهب الله أرض كنعان لبني اسرائيل بشروط؟ ماهي؟
‏​
‏بالتأكيد, وكان شرطه عليهم أن يكونوا له شعباً ويكون لهم ربَّاً, أن يعبدوه ولا يشركوا معه إله آخر, أن يطيعوا أوامره ويجتنبوا نواهيه, فلو قال قائل: لكنهم كفروا بمحمدٍ صلى الله عليه وسلم فهذا ينقض العهد! أقول: هذا قولٌ حسن في مجمله, وهذه نظرية عبدالأحد داود في كتابه (الإنجيل والصليب) التي عرض فيها على اليهود أن يأخذوا فلسطين إن آمنوا بالنبي الأمي صلوات ربي وسلامه عليه, ولكن يبقى السؤال: هل من المعقول أن يُشرط عليهم شرط يتحقق بعد حوالي الـ2000 سنة ثم يطالبهم بتنفيذه بأثر رجعي؟ (وُلد النبي 570م وهاجر 622م), ولو افترضنا أن الإسلام ينقصهم ولا شك أننا نحب لهم الإسلام, هل هذا كفيل أن يعطيهم الأرض ويرضى بهذا أصحاب القضية؟"

-فالمتصهين في هذا القول ينقض قوله
 "الارض لبني إسرائيل دون شرط الإيمان" 
بقوله
‏بالتأكيد مشروطة بإيمانهم!
‏ثم بعد سطر آخر يعود فينقض تأكيده
‏ناسبا هذا الرأي
 "الأرض مشروطة بكونهم مؤمنين" 
إلى عبدالأحد
‏وهنا سنرى مغالطة تشبه محاولات التذاكي الأولى عند أحباب الله
فهذا الرأي "الدخول والحق مشروط بالإيمان والإسلام" رأي المسلمين والمفسرين حتى من يتمسح هو بهم كالطبري.
‏ولكنه ينسبه لعبدالأحد كأنه خاص به
ليحشر جزئية "المنح إن أسلم الصهاينة" كما سنرى بعد قليل ويجعل ذلك حجة لإحراج معارضيه!

‏ثم يقول لؤي حجة عجيبة لامحل لها من العقلنة !
‏"ولكن يبقى السؤال: هل من المعقول أن يُشرط عليهم شرط يتحقق بعد حوالي الـ2000 سنة ثم يطالبهم بتنفيذه بأثر رجعي؟ (وُلد النبي 570م وهاجر 622م), ولو افترضنا أن الإسلام ينقصهم ولا شك أننا نحب لهم الإسلام, هل هذا كفيل أن يعطيهم الأرض ويرضى بهذا أصحاب القضية؟"

فلا أدري والله هل يظن لؤي أن الوعد يكون تحققه في الماضي؟

‏كأن أقول في 2017 لشخص إن نجحت أكرمتك
‏ثم يأتيني في 2020 ناجحا
‏فأقول له هل يعقل أن أكرمك بأثر رجعي
‏فوعدي متعلق بقبل 2017!!
-فلغَة الوعد لما يُستقبل من الزمان وإن لم يقيد بزمن بل بصفات فهو مطلق عن الزمن فنرى وعد الله لمن آمن من ذرية آدم بالفلاح
‏ولمن صبر بالنصر وكان النصر بعد عقود..الخ
‏فهل يُعقل أن يعترض أحد على وعد لأنه مستقبلي أو متعلق بصفات وشروط لا بزمن محدد!؟
‏-ومنطقيا فالقضية المشروطة صادقة دائما بشرطها "فبشرط الايمان" متى كان الدين الصحيح دين المسيح كان الوعد لتابعي المسيح
‏ثم إذا فسد ارتفع الوعد ثم حين يكون الإسلام كان الوعد لتابعيه
‏فماعلاقة (زمن، أثر رجعي) هنا
‏أم محاولة هي رصّ أي كلام لستر التخبط وتعويض انعدام الحجة بالحشو؟!

‏ثم في فانتازيا لامثيل لها نجد لؤي يحاول أن يُحرج معارضيه هنا باختراع معضلة طريفة 
وهي التي أقحم أصلا اسم (عبدالأحد) وكتابه ليصل إليها

فيقول لؤي:
‏"ولكن يبقى السؤال: هل من المعقول أن يُشرط عليهم شرط يتحقق بعد حوالي الـ2000 سنة ثم يطالبهم بتنفيذه بأثر رجعي؟ (وُلد النبي 570م وهاجر 622م), ولو افترضنا أن الإسلام ينقصهم ولا شك أننا نحب لهم الإسلام, هل هذا كفيل أن يعطيهم الأرض ويرضى بهذا أصحاب القضية؟"

‏فنقول له ليسلم الإسرائيليون فيتساوون مع حقوق المسلمين وتحكمهم شريعتنا ومن شريعتنا أن الحقوق لاتسقط بالتقادم فعليهم امتثالا
‏لدينهم إرجاع الأراضي لأصحابها من المهجّرين واللاجئين والخروج منها..
 ثم يجوز لهم كبقية الفلسطينين السعي لطرق التملك الشرعية.
‏هذه معضلتك يابرتراند راسل ليست بحجم اللفة التي أرهقتَ ذهنك بها من حشر اسم عبدالأحد وكتابه وتصوير"الشرط" أنه رأيه لتتعلق بها..

‏ثم بعد ذلك "وذلك والله كثير" نجد لؤي في هذا المقطع عنادا واستخفافا بعقول متابعيه يأتي بقضية لاوجود لها ليصنع منها مخرجا لصهينته!
‏فيقول :
"هل يوجد حدود لتلك المملكة الاسرائيلية التاريخية؟ وهل تشمل شمال السعودية؟
‏​
‏حاول سلطان العامر أن يجعل هذا السؤال مُحرجاً في أن حدود اسرائيل الكبرى تشمل السعودية فهل يكفر لؤي بآية الدخول؟ وأجيب: إطلاقاً, فإن حدود مملكة اسرائيل لم تشمل أبداً شمال السعودية المعروف حالياً, بل إن الملك داود عليه السلام كان في معارك كرٍ وفر مع المديانيين (في تبوك شمال المملكة) ولم يغزوهم وغاية أمره أن يصدهم عن اجتياح مملكة اسرائيل وشن هجمات على الإسرائليين.
‏​
‏إن العامر غض الطرف بقصدٍ أو بدون قصد عن قول الإمام الطبري رحمه الله الذي قال حرفاً أنها من النيل إلى الفرات! وهذا لم يتحقق يوماً عند بني اسرائيل في فترات حُكمهم, لنرى ماذا قال الطبري عن حدود الأرض المقدسة ثم أقول لكم ما هي الحدود الحقيقية:
‏​
‏(وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال: هي الأرض المقدّسة، كما قال نبي الله موسى صلى الله عليه، لأن القول في ذلك بأنها أرض دون أرض، لا تُدرك حقيقةُ صحته إلا بالخبر، ولا خبر بذلك يجوز قطع الشهادة به. غير أنها لن تخرج من أن تكون من الأرض التي ما بين الفرات وعريش مصر، لإجماع جميع أهل التأويل والسِّير والعلماء بالأخبار على ذلك) تفسير الطبري المائدة 21
‏​
‏فلماذا أخفى العامر قول الطبري وشن هجوماً على ناقله؟ لإن هذا أسهل وقعاً في قلوب الناس ونفوسهم
‏​
‏إذا ماهي الحدود التاريخية؟
‏​
‏مملكة اسرائيل المتحدة (يهوذا والسامرة) كانت من بئر سبع جنوباً إلى عكا شمالاً ومن أريحا شرقاً إلى يافا غرباً "

‏ولتوضيح كلامه هذا..

‏١-الأرض المقدسة بنص أهل الكتاب محددة بالتالي..

‏"لنسلك أعطي هذه الأرض ،من نهر مصر إلى النهر الكبير، نهر الفرات"
‏سفر التكوين (١٥)

‏ثم النفسّرون كالإمام الطبري فسروا الأرض المقدسة كما نقل لؤي بنفسه هنا:
"من الفرات إلى عريش مصر"

‏فلا نزاع في تحديدها وليست حدودها محل النقاش أصلا.
‏ولكن النزاع في نوعية المنح والدخول وكونه مشروطا أم لا وهذا خلافنا أصلا مع تخبط لؤي والذي يحاول لؤي التهرب منه.

‏٢-نعود (لمخرجه) فحين أحرجه العامر بالتضحية بشمال السعودية لصهاينته إن كان مستنده الحق الذي سماه "حق ديني قرآني توراتي"
‏لأن هذه حدودها عند الجميع.
‏سقَطَ لؤي وتخبّط فاخترع رأيا لاهو توراتي ولاهو تفسيري ولاطبري ولايحزنون !
‏رأي مخترع بناء على حدود سايكس بيكو لينقذ نفسه من الحرج الذي سيقع فيه! 

فهل البحث اختراعك قولا لاوجود له يراعي سايكس بيكو حين فاتك النظر للخريطة لتعلم أنك تضحي بأكثر من فلسطين والتي أسعفك عقلك أن تضحيتك بها لن تضرك؟!

‏-ثم بكل صفاقة يتساءل لِم لَم يهاجم العامر الطبري لأنه ضحى بشمال السعودية!!
‏لن أعلق على هذه النكتة فيكفيها العرض ولكن من البائس إعادته مرة تلو الأخرى لمغالطة خلطه بين رأي الطبري (الذي لم يتجاوز توضيح الأرض والشرط) وبين رأيه (الذي عن منح الأرض مطلقا) ليخفي محل النزاع وكأنه أصم أو يعاني صعوبات استيعاب تجعله يكرر نفس الخبط بين كل سطر وسطر..

‏ثم نجد خاتمة نارية من لؤي تبطل كل طرحه وطرح الصهاينة واليهود مطلقا 

يقول فيها:
‏"هل الانتساب لإسرائيل مشروط أن يكون بيولوجياً؟
‏​لا, فالقرآن أثبت الأبوة الغير بيولوجية وهي أبوة العقيدة (أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذا قال لبنيه ماتعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك ابراهيم واسماعيل وإسحق إلهاً واحداً ونحن له مسلمون) فإسماعيل لم يكن أبداً أباً بيولوجياً للأسباط! إسماعيل هو عم اسرائيل وأخو اسحق, وقول الله (ملة أبيكم ابراهيم) وإبراهيم أبونا نحن العرب وأيضاً المسلمين العجم, فلماذا يُقر في هذه الانتساب الغير بيولوجي ثم يحاجج به في مسألة انتساب بني اسرائيل؟"


‏-هنا نجد لؤي على سنة الحاخامات يحرّف التوراة فوق تحريفها لينفي ابتناء دعوة اليهود على الانتساب العرقي لإسرائيل ليقولوا "بالوعد"، 
فكتبة التوراة الذين نصوا على أن الأرض للنسل في عدد لايحصى من المواضع

‏"لنسلك أعطي هذه الأرض ،من نهر مصر إلى النهر الكبير، نهر الفرات" سفر التكوين (١٥)

‏حاول لؤي إنقاذهم بتحريف نصّهم وجعل بنوة إسرائيل المقصود بها ليس النسل وإنما بنوة الاتباع التي لا أعرف كيف اخترعها.

‏وليس هذا فقط بل نقض طرحه السابق بل وفي هذه التدوينة إذ يقول في أولها
"للكنعانيين بالأقدمية وللصهاينة بناء على وعد أسلافهم"

‏ثم يقول الآن لايشترط السلف لوعدهم!

‏فالسؤال الجديد هنا ما معيار الانتساب للصهاينة عند العلامة لؤي والذي يجعلهم"بني إسرائيل" الموعودين إن لم يكن العرق؟
‏وبعد نفيك للعرق ترقيعا لم يبق غير الدين فهل تقول أن الصهاينة على ديانة النبي يعقوب الصحيحة؟!
‏وبالتالي الإسلام باطل لتضمنه نسخ وتحريف ماسبق.
‏هذه الأسئلة التي هي محل النزاع تركها لؤي علامات استفهام وذهب فأين التدوينة التي ترد على كل شيء؟
‏ولم نجد فيها سوى لؤي يناقض لؤي؟!مقال/لؤي


ابن تيمية وعقيدة التجسيم.. إثباته الحد والتحيز/ التركيب / والحجم والثقل 4

بعد اكمال السلسلة الأولى في الأصول الفلسفية والمعرفية لعقيدة ابن تيمية بدأت في كتابة سلسلة أخرى توضح فروع تلك الاصول التي اتسق فيها ابن...